الأربعاء، 15 يونيو 2016

علاج ادمان المخدرات دار اشراق



"هي كل مادة خام أو مستحضر تحتوي على عناصر مسكنة أو منبهة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المخصصة لها وبقدر الحاجة إليها دون مشورة طبية أن تؤدي إلى حالة من التعود والإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع "
وعرفها بعض القانونيين بأنها: "مجموعة المواد التي تؤثر على الجهاز العصبي أو العقل ويحظر تناولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون، وتكون مشروعة بواسطة أشخاص مرخص لهم بذلك "
      لقد فاقت خطورة المخدرات في عصرنا كل وباء وكل مصيبة عرفها الإنسان فهي تنتشر كالنار في الهشيم وتسري في الناشئة سريان الوباء المعدي بل هي أخطر من أنفلونزا الخنازير وغيرها من الأمراض المعدية لأن ضررها يصيب الأفراد فيهلكهم والأسرة فيفككها ويدمرها والمجتمع فيضعغه ويزلزله وينخر في مفاصله، ويصيب مقاتله حتى يهوي أمام أضعف هبة ريح تصيبه، وهي فوق ذلك كبيرة من كبائر الذنوب وفسق ومعصية تخل بدين متعاطيها وتضعفه وقد تزيله كالخمر وأعظم من الخمر لما فيها من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة وغير ذلك. وفيما يلي أعرض بشيء من التفصيل بعض أضرار وأخطار المخدرات.
أولاً: أضرار المخدرات العقلية والنفسية والخلقية:
      تفقدالمخدرات عقل متعاطيها وتغطيه، وهو أشرف شيء كرم الله به الآدمي فهو بذلك ينزل نفسه منزلة البهائم وتشبه بالمجانين في تصرفاتهم مع ما ينتاب المدمن من نوبات صرع كثيرة لفقده أي قدرة على ملكية زمام نفسه بل يصبح عبداً للعقار وتعتري المتعاطيللمخدرات آفات عصبية عرضية وإضرابية ناجمة عن التهاب السحايا أو التهاب الدماغ وبالجملة فإن المتعاطي للمخدرات يصبح جسداً فاقداً لإرادة الحياة والنجاة محشواً بعاهات نفسية تفقده كل كرامة أو اعتبار، وتحمله على الأفعال الدنيئة والتصرفات القبيحة كالجبن والكذب والاستهانة بالقيم الأخلاقية والمثل العليا.
      وقدتذهب به المخدرات إلى مستوى أحط من الحيوان، وقد يعتدي على أحب الناس إليه أو يفجر بالمحارم بل قد يبيع عرضه بشمة هروين.
      وتحيط بمتعاطي المخدرات الآفات النفسية من كآبة وقلق وضيق وحيرة وتردد وكثرة الشكوى، وتقلب المزاج، وضعف الفهم، وفقد الذاكرة، وقلة التركيز وغير ذلك من العاهاتوالآفات والعقد .
     

علاج الادمان دار اشراق



"الصرع" بالنسبة للغالبية العظمى من الناس يعنى "نوبات التشنج العام"، وهذا الاعتقاد بعيد كل البعد عن الحقيقة بل ومجاف لها، كما قد اتضح من استعراضنا لأنواع "النوبات الصرعية" فى فصل سابق من هذا الكتاب، حيث لا يمثل "التشنج العام" سوى نوع واحد من بين عشرات الأنواع التى تعرضنا لها بالشرح والتحليل، والتى قد لا يخرج بعضها عن مجرد "التحديق فى الفضاء لبضع ثوان"، أو الطرْف (ترميش جفون العين)، أو "الشرود"، أو "رفَّة فى عضلات الوجه عند زاوية الفم"، أو "حركة فى أصبع الإبهام أو السبابة" أو"إحساس نخز دبابيس أو إبر فى جزء من الجسم"، أو "برائحة كريهة فى الأنف" أو "بطعم غريب فى الفم"، أو "بمغص فى البطن"، أو "بالدوار"، أو "السير أثناء النوم" الذى يعرف "بسير النائم". كل هذه الأنماط المختلفة وعشرات غيرها هى نماذج "للنوبات الصرعية" التى لايعرفها عامة الناس، بل قد يجهلها بعض المشتغلين فى حقل الطب.

ولاشك أن الخرافات التى تُرجِعُ "الصرع" إلى "قوى خارقة" وتعتبره ناتجاً بسبب "مس من الجن" أو "لمسة أرضية" أو غير ذلك من الخزعبلات، تسهم فى تأخير التشخيص وإهدار الوقت سُدى فى زيارة الأضرحة وعمل الأحجبة والتعاويذ دون جدوى.
من هنا فإن عرض الأمر على طبيب متخصص يصبح ضرورة حتمية فور ظهور أى تغير مفاجئ فى مجالات الحركة أو الحس أو الكلام أو السلوك أو الوظائف العقلية أو غير ذلك من مظاهر اضطراب وظيفة المخ.

ويمكن تلخيص دور الطبيب فيما يلى:
1-    التأكد من أن المريض مصاب "بنوبات صرعية حقيقية".
2-    تحديد "نوع النوبات" التى تعاود المريض.
3-    البحث عن "سبب النوبات" بحيث يمكن وصف العلاج المناسب لها.


أحياناً يتم استدعاء الطبيب فور بدء النوبة بحيث يمكنه إذا حضر على وجه السرعة أن يشهدها بنفسه، وفى أحيان أخرى تقع النوبة أمام عينى الطبيب خلال الزيارة، حيث يمكن تشخيصها بدرجة معقولة من الدقة. ولكن الشائع ألا يشهد الطبيب النوبات بنفسه، وفى هذه الحالة فإنه يعتمد فى تشخيصه على سماع وصف دقيق للنوبة من أحد أقارب المريض أو أصدقائه، بحيث يكون "شاهد عيان" قد وقعت النوبة على مرأى ومسمع منه. كما أن المريض نفسه يمكن أن يُعطى معلومات مهمة عمَّا كان يفعله وما شعر به قبل أن يفقد وعيه، وعما أحس به بمجرد أن استرد الوعى، بينما يعطى "شاهد العيان" تفاصيل ما حدث أثناء النوبة من حيث درجة اضطراب الوعى، ووجود تشنج من عدمه، ووصف التشنج وتحديد أجزاء الجسم التى شملها، ولون المريض أثناء النوبة، ومدى اختلاط الذهن فور استعادة الوعى. ويمكن معرفة وصف النوبات التى تكون مصحوبة باضطراب جزئى فى الوعى من المريض نفسه، ولعل من المفيد التركيز على بعض النقاط التى تساعد فى التشخيص، كالاستفسار عن شعور المريض بالخوف الشديد، أو إحساسه بهلاوس شمية (روائح كريهة) أو بصرية (مناظر مرعبة). كما قد يكون من المفيد معرفة الظروف المحيطة والأحداث التى كانت تجرى عند وقوع النوبة. كذلك فإن معرفة "التاريخ العائلى" للكشف عن احتمال وجود "الصرع" لدى أحد أفراد أسرة المريض أمر هام لا يجب إغفاله. ومن المفيد أيضاً معرفة ما إذا كانت ولادة المريض طبيعة أم عَسِرة، ومراحل نموه فى طفولته المبكرة، واليد التى يفضلها فى الكتابة، وعما إذا كان قد أصيب بأحد الأمراضالخطيرة أو أصيب فى رأسه من قبل.
بعد هذا يمكن إجراء "الفحص الإكلينيكى" للمريض، حيث يقوم الطبيب بفحص الرأس والوجه والجذع والأطراف، وفحص قاع العين، وميدان النظر (المجال البصرى)، وحركات المُقلة، وعليه ملاحظة وجود أية علامات تشير إلى عدم تماثل جانبى الجسم من حيث حجم عضلات الوجه والأطراف وتوترها وقوتها وحالة المنعكسات العصبية العميقة والسطحية والإحساسات المختلفة.
ويجب ألا يُهملُ الطبيب فحص القلب والنبض وضغط الدم والصدر والبطن. ومن محصلة المعلومات التى يجمعها الطبيب عن طريق تناول "تاريخ المرض" و"الفحص الإكلينيكى" للمريض يمكن التوصل إلى "تشخيص مبدئى" على درجة عالية من الدقة فى معظم الحالات.
وجدير بالذكر أن نؤكد أن الغالبية العظمى من الناس لا يتقبلون إخبارهم بأنهم مصابون بالصرع أو أن أحد أبنائهم مصاب "بنوبات صرعية"، وهم من فرط تشككهم يشعرون دائماً بأنهم فى حاجة إلى إجراء أبحاث خاصة "كتخطيط كهربائية الدماغ" وغيره من الفحوص للتأكد من صحة التشخيص، فإذا ما تأكدت إصابتهم بالصرع أصبح شغلهم الشاغل أن يكتشفوا سبب هذا المرض معتقدين أن علاج مشكلتهم يتوقف على اكتشاف السبب واستئصاله من جذوره. ومع أن ذلك ممكن أحياناً، فإن الأمر لا يكون بمثل هذه البساطة فى معظم الأحوال، إذ أن "الصرع" غالباً ما يرجع إلى عدد كبير من الأسباب المختلفة والمتداخلة التى تُسهم فى إحداث النوبات، وعلاج سبب واحد لايحسم الأمر.
وكثيراً مايخلص الطبيب بعد معرفة "وصف النوبات" و"الظروف المحيطة بالمريض" وقت حدوثها، و"الفحص الإكلينيكى" الكامل إلى أحد احتمالات ثلاثة:
أولها: أن المريض مصاب "بنوبات صرعية".
وثالثها: أن النوبات يُحتمل أن تكون صرعية.
وفى كل الحالات يمكن تأكيد التشخيص بإجراء بعض البحوث والفحوص التشخيصية المساعدة مثل "تخطيط كهربائية الدماغ" (رسم كهرباء الدماغ) و"التصوير المقطعى للدماغ باستخدام الأشعة المُبرمَجَة". وعلى ضوء ذلك كله قد يقرر الطبيب وصف علاج معين، أو يرى أنه لاضرورة لوصف أى علاج، أو يكتفى بالتريث مع متابعة الحالة، أو يُحوِّل المريض إلى أخصائى آخر.
وخلاصة القول أن تشخيص "الصرع" وتحديد نوع النوبات والكشف عن أسبابها، ووصف العلاج المناسب لها، تعتمد كلها على سلسلة متصلة تبدأ بمعرفة الوصف الدقيق للنوبة، ثم الفحص الإكلينيكى للمريض، ثم إجراء بعض الفحوص الخاصة والبحوث المتطورة بهدف تأكيد التشخيص سلباً أو إيجاباً.
وعلينا أن نؤكد أن الذين يُهوِّنون من أمر "الصرع"، والذين يُضخِّمون من حجمه كمشكلة مرضية، كلاهما مخطئ فى حق مريض الصرع، فلا هو بالأمر الهين الذى يحتمل إهمال علاجه، ولاهو بالأمر الخطير الذى تستحيل السيطرة عليه.